جاء يوم عصيب في حياتي جعلني أبكي بدموع 0يوم كنت أقود فيه سياراتي الخاصة على طريق صحراوي وتنك البنزين أوشك على الانتهاء وبالفعل بعد لحظات قليله أصبح تنك البنزين فارغ ولا يوجد محطة بنزين قريبة مني وماذا أفعل لو وجدت محطة بنزين وأنا معي محفظة فارغة من النقود فكرت أن أتصل بأحد أصدقائي لكي يحضر لي بنزين وجدت الموبايل فارغ من الرصيد وبرغم وجود سيارات كثيرة على الطريق إلا أن خجلي الشديد لا يسمح لي بأن أوقف أحد وأطلب منه نقود أو أشرح له موقفي وبعد ساعات عصيبة توصلت لفكرة ممكنة وبسيطة أوقفت لموزين أجرة وركبت معه إلى أقرب مكان يوجد فيه أصدقاء لي وأخذت نقود من صديقي وأعطيت السائق أجره وشرحت لصديقي ما حدث وأخذت صديقي معي ورجعت عند السيارة وأحضرت البنزين ورجعت المنزل ولكن بعد هذا الشقاء الجسماني والنفسي شعرت بتعب شديد وكان التعب لا يحتمل كان لابد أن أكشف والكشف يحتاج لنقود وأنا لا أستعير نقود من زميلي تكفي شيء سوا حساب اللموزين وإحضار البنزين لسياراتي فقط ولا يوجد عندي استطاعة أن أطلب منه مرة ثانية ولكني لي صديق يعمل طبيب توجهت إلية وكشف علي وكتب لي وصفة والعلاج من المرض بالوصفة وليس بالكشف ومن أين أحضر هذا العلاج والمحفظة الجميلة فارغة زاد مرضي وزادت دموعي في هذا اليوم الفارغ من كل شيء هذا يوم مر على إنسان يمتلك سيارة ويمتلك موبايل ويمتلك بيت ويمتلك راتب معقول وفي اليوم الثاني كانت المحفظة عمرانه ولكني بكيت على كثير من البشر يعيشون هذا اليوم كل يوم بكيت علي أشخاص لا يمتلكون شيء على الإطلاق بكيت علي من لا يمتلك قوت يومه بكيت علي من يعيش في نعيم ولم يشكر الله عز وجل بكيت على أشخاص يعيشون النهار في شقاء وينامون الليل في عشه لا يوجد فيها نور ولا ماء بكيت على أطفال أبرياء ينامون على الطريق ندون كسوة تحميهم من برد الليالي دون شربة ماء تحميهم من الجفاف بكيت على أثرياء ينفقون النقود في المخدرات ولا يفكرون لحظة في أطفال الطرقات بكيت على من يرتدي بدله من باريس قيمتها خمسة الأف يورو ولم يشعر بالعرايا شكرت هذا اليوم العصيب الذي علمني الإحساس بالآخرين وعلمني البكاء على المحتاجين بكيت على الآخرين وعلى من لا يبكي على الآخرين وبما أن لا جدوى من نداء الأثرياء فأنا لا أمتلك غير الدعاء والرجاء من أرحم الرحمين أن يرحم الأبرياء المحتاجين ولم ولن أسئل أحد الأثرياء لأن السؤل لغير الله مذلة
بقلم / وليد الوصيف 0