ملتقي الوصيف الأدبي

مرحباً بالعضو الكريم في بيتك منتدي ملتقي الوصيف الأدبي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقي الوصيف الأدبي

مرحباً بالعضو الكريم في بيتك منتدي ملتقي الوصيف الأدبي

ملتقي الوصيف الأدبي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقي الوصيف الأدبي

ورقة بيضاء لقلم حر

مواقع الكاتب : وليد الوصيف ترحب بالسادة الزوار
مطاعم البرغوثي في المقطم تقدم أفضل الوجبات بأفضل الأسعار
سعادة لا تكتمل مجموعة قصصية تحت النشر للكاتب : وليد الوصيف
تم طباعة الطبعة الثانية من ديوان دموع قلب
الكاتب : وليد الوصيف يهنئ الدكتور / أحمد النجاربمناسبة حصوله على دكتوراه إدارة الأعمال تخصص تسويق من الجامعة الأمريكية عنوان الرسالة الأهمية النسبية لعناصر المزيج التسويقي وأثرها علي السلوك الشرائي للمستهلك
صدر للشاعر وليد الوصيف ديوانه الثاتي بعنوان ولا ينتهى فى حبها الكلام

    على عتبة روضة الاطفال...

    سناء بنكنون
    سناء بنكنون
    شاعرة


    على عتبة روضة الاطفال... Empty على عتبة روضة الاطفال...

    مُساهمة من طرف سناء بنكنون الخميس أبريل 16, 2009 5:54 pm

    تدور الأرض و معها تدور عقارب ساعة الأيام...أمر اليوم على عتبة روضة الأطفال حيث تلوح لي ذكرى طفلة ذات الأربعة أعوام... أتوقف لحظة هناك و استرجع ملامح طفولة سرقتها مني الأيام...رفقة رجل وسيم طفلة تجر بعض الخطوات...من بوابة بحجم كبير يعبران ... و في استقبالهما سيدة تفيض عيناها من الحنان ...تأخذها منه و تهمس بلطف بكلمات وداع و اطمئنان و عن الأنظار يغيبان...
    تذق أجراس و تتصاعد صيحات أطفال...يغلق حارس الروضة الباب بإحكام... اقترب رويدا من ذاك السياج حيث الأشجار تحيط المكان...استرق بعض النظرات....أطفال بعمر الزهور يركضون إلى ساحة تغطيها الأزهار و على أطرافها نشبت مدينة الألعاب...مرجوحة....و دراجات بثلاث عجلات...قطار صغير لا يعرف المحطات...سلة من الدمى تتهافت عليها الفتيات...لكن أين تلك الفتاة؟
    أجوب بنظرات خاطفة حول المكان...لتسقط عيناي على زاوية يتقاسمها جسمان صغيران... .فارس صغير بلا جواد بجانبه تجلس تلك الفتاة...لم يكونا يلعبان بل على رغيف خبز يجتمعان و مرات كانا يتبادلان القضمات على تفاحة حمراء...
    كان اسمه جلال...معه اكتشفت أني طفلة خجولة بجعبتها أحلام الكبار...كأني لم أكن انتمي لعالم الصغار...
    تذكرت و أنا ابتسم فصلا من فصول الشتاء...و الأمطار كانت ترفض التوقف يومها من السماء...مظلة واحدة كانت لي و لم يكن لدي الاختيار.... قررت أن أكون أنا و مظلتي تحت تصرف جلال ...عبرنا كل الطرقات...كنا نمسك سويا بمظلة صغيرة تتلاعب بنا و بها الرياح ....كانت أول مرة ادخل فيها حيا شعبيا دافئة تبدو لي فيه الحياة حيث المنازل تتجاور فيما بينها دون أسوار و الأبواب مفتوحة على بعضها لا تخفي أسرار...وصلنا إلى منزل جلال و صممت والدته بلطف أن تستضيفني حتى تهدأ الأمطار...تشاركت معهم الطعام و تقاسمت مع أخواته الألعاب ...عرفني على غرفته الصغيرة ...لم يكن فيها سرير أو خزانات، سوى رفوف تعتلي الحيطان وملاءات صففت بعضها فوق بعض تفترش حصيرا على الأرض...لكنها حقا كانت تشكل لوحة جميلة ...نادتني أخته الكبرى تخبرني انه علي الذهاب فقد توقفت الأمطار ...خرجت امشي كطفلة بلهاء فقد أضعت الطريق و الضوء يشارف على الرحيل...ركضت و أنا أجوب كل الدروب حتى وجدت المسار ...وصلت متأخرة داك المساء...لم اعرف أي غلطة ارتكبت حتى تراءت لي أمي من بعيد تبكي و تتردد على الشرفات...كان الباب مفتوحا ...دخلت و أنا اعرف أن الليل سيمر علي اليوم طويل...لتمسكني أمي بذراعيها تضمني و تمسح دموعها على شعري...لتتحول فجأة لمساتها إلى صفعات موجعة على وجهي...ليحررني والدي بصعوبة منها يحملني إلى غرفتي و ينزع عني ملابسي المبللة و التي لم اعد اشعر بوجودها على جسمي...كنت خائفة على أمي فأول مرة أراها بداك الجنون ...لكني لم اشعر برغبة بالبكاء لان يومي كان جميلا و لا يحتمل النسيان....
    أتذكر حين التحقت أختي التي تصغرني بنفس الروضة...كنت أحب أن يكون برفقتي جلال كان منزلي قريبا بالجوار و كنت أتمنى لو تطول معه كل الخطوات...أصل إلى البيت و أمي تنتظرني على الباب ....لتصرخ بوجهي فأتذكر أني نسيت أختي بالروضة فهي لا تعرف الطريق...فأعود أدراجي اركض و براسي تتردد تعليقات المربيات....فيوقفني حارس الروضة ليقبلني على وجنتاي و يضربني على راسي لأنها ليست المرة الأولى التي أنسى فيها أختي بعد نهاية الدوام...بكلمات ساخرة استلم أختي من المربيات و نعود سويا نغنى و نجر أقدامنا بخطوات صغيرة إلى الدار....
    تدق الأجراس من جديد...و معها أصحو من غفوتي و أعود من رحلة سافرت خلالها عبر الزمان...لتقع عيناي على ملائكة صغار يتدافعون و يتسارعون بشوق يعانقون الآباء و الأمهات...إلا تلك الفتاة لم تكن اليوم من بين الصغيرات...لأنها اليوم تعيش بعالم الكبار...فقد كبرت لدرجة أن الروضة و ما فيها أصبحت مجرد ذكريات...حتى جلال لم يكن من بين الصبيان...فقد غادر الروضة دون وداع ليسافر و أهله إلى مكان بعيد...لكني ما زلت اذكر تلك العينان بلون السماء و ذاك الشعر الذهبي المتناثر حول وجه جميل...
    يقفل الحارس باب الروضة الصغير و الذي كنت أراه بطفولتي جدا كبير ...يخيم الصمت على المكان...لأجر قدماي و عيناي تودعان أجمل الذكريات...أودع رسوما نقشت على الحيطان ...أودع حروفا سأظل اقرأها حتى لو بعثرتها السنين و الأيام.... روضة الحنان ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:52 pm